10:49 .
في الصبح يؤذن الديك و تستيقظ العصافير , تغني عجوز جارتنا و لا أدري لماذ تعوي هذه القطة طوال الوقت , البيت الذي بجانبنا هادىء و يبدو لي أن صوت المطرقة يأتي من البيت الذي يقابل المسجد , الجامع على بعد أربع بيوت من اليمين , مغلق و تحط على مأذنته حمامتان , أرى الآن طرف غلاف قصة نصف فيزو الغلاف الأزرق الآن بالضبط تحت مخدتي , ويقلقني أن كنت أستيقظ من نومي لأقرأ قصص الأطفال و أعاود النوم ! أنا سأنتحر أن كان ذلك . ماذا أيضًا ! تذكرت لم أعد أشم رائحة زيت الألوان على الرغم من اللوحة لم تجف . هل تعود أنفي هذه الرائحة التي أنام و أصحو و أكل السلطة و أشرب الماء و أشاهد الأفلام و أكل التسالي وأشرب الكولا و بعض المكسرات و أقرأ الكتب و هي معي ! حقًا أحمق يا أنفي أن كنت لا ترى الأشياء الدائمة ولا تميزها ! .
الضوء البرتقالي الذي يأتي إلي من النافذة , تجعله الستائر البيج الموردة بالأسود لطيفًا غير حاد , يبدو لي أن العامل الذي يطرق الخشب لم يفطر جيدًا أنه يطرق خمس طرقات ثم يتوقف من دقيقتين إلى خمس دقائق ياترى ماذا يفعل في هذا الوقت ! يبحث عن مسامير/ يدخن/ يشرب الماء المعبى بقنينة الميرندا , يتجلط الدم بعروقي أن كان يفكر بمثل ما أفكر بِه . المسمار و الخشب !. لا أدري هل الذي أسمعه الآن صوت حمام ! أعرف هذا الصوت جيدًا كنت اسمعه دائمًا في مزرعة جدتي و في شوارع الملز عصرًا و و و أين ؟ تذكرت في كليتي المبنى الذي عشت معه أربعة سنوات لا المبنى الذي قذفنا بِه مؤخرًا كغنمات يفسدن قطع الأثاث الجديدة و الأرض الرخام و الواجهة الزجاجية , لا يهم كل شيء مضى و أنا الآن أنام طوال الوقت لكن الذي يحزنني لماذا لم أسأل يومًا عن هذا الصوت و لم أرفع رأسي لأرى من يتحدث ! يا ألهي إني بائسة على الأيام التي لم أسأل بها , إنني أشعر بالغباء لأنني لم أسأل عن الأشياء التي أراها دائمًا ! لو كنت سألت لما أحتجت الآن أن أجلس طويلًا على السرير لأفكر ماذا يقول. في النهاية هو صوت قبيح ! .
أخي الآن يسعل و حينما يسعل يأتي في رأسي مباشرةً أسلاك الأشتراك -الأحمر و الأسود - السلك الذي يتصل بالسيارة الأخرى لتعود بطاريتها للحياة والعمل . يالله يا أخي يا حبيبي حينما تسعل أتمنى هذا السلك بين صدري و صدرك . لا أعدك أن صدري نقيًا جدًا و أن الدخان لم يلوثه لكنه على الأقل صالح للحياة و لا يسعل .
أنا لا أدخن لكي لا يأتي أحدًا ويسألني في ما بعد عن ولاعة . الكثير ممن حولي يدخن , حتى خفت أن يعتاد رأسي على السجائر التي أتقاسمها مع عامل العمارة التي بجانبي , كنت أتضايق أول الأمر و سألت أبي ما الفرق الآن بين صدري و صدره , أتركني أدخن على الأقل لا أشعر بالتدخين المجبر و تحت رحمة هذا العامل ! . بالمناسبة أبي حينما كنت صغيرة كان يدخن , و مازال يدخن لكن حينما كبروا أبناؤه قليلًا صار يدخن بعيدًا عن البيت أو بجانب كفر السيارة حينما نكون على سفر , حينما كنَا صغارًا عبث أحد أخوتي في شيء جارح لا أذكر ما هو بالضبط و لا أذكر أين من أخوتي الذي جُرح لكن المشهد لن أنساه أن أبي أشعل سيجارته و أطفأها بالجرح , تجلط الدم مباشرة و لم يعد ينزف الجرح , صرخ أخي صرخة واحدة لكنه أطمئن بعدها لم تعد تؤلمه . من ذلك الوقت و أنا أفكر لماذا النساء لا تضع السجائر في دولايب المطبخ ؟ .
حينما دخلت غرفتي في بداية تدوين الأحداث ألقيت المنشفة فوق سريري , سريري بجانب الباب - ربما بلاطتين فقط بين برواز السرير و برواز الباب - هذا الأمر مريح جدًا و للأريحية التامة لكسلي و خمولي فأن أفياش الإضاءة على الخط الذي بين البلاطتين , وجدت سلسال ليس لي , أبتعته فيما بعد من كوتن لأن صديقتي سافرت و لأن لدى صديقتي نسخة منه , أنا لا أرى السلسال أرى كتف صديقتي و عنقها , كتفها الذي عانقته مرةً أخيرة في بداية يناير أن لم تخني الذاكرة . آه يا أصدقائي , أعرف كم أنا سيئة و أنكم تتحملون قلة أدبي , أحتاج أن أستعيد وقتي معكم أن أخرج معكم من جديد أن نلتقي باستمرار و أن أقول سأأتي و أأتي بالفعل , أن لا أقفل هاتفي طوال الوقت و أن أفكر في الليل ماذا سألبس غدًا !
آه ياصديقتي أنا متعبةً جدًا و يؤلمني أنه حتى الآن لم أبارك لكِ البطالة و النوم و الفراغ . أنا أحتاج مزيدًا من الوقت لأستعيد توازني أرجوكم أغفروا لي و أسمحوا لي و أن شئتم أقذفوا علي الشتائم المهم أن لا أظل الطريق وحدي .
إلى علبة الكولا و كتب دروسي و كتف صديقتي و علبة المرطب و السيارة الصفراء و كأس الماء و الحمامة البيضاء و هاتفي أنا لا أنام وحيدة .