في غرفة الانتظار -الغرفة التي كان يصلي بها الرجال- أنتظر خديجة تناديني. أنا متوترة و الطفل بجانبي لا يهدأ و أكره الأطباء . أنتظر بريبة إلى التي بجانبي و لا أبتسم , ألقي رأسي بين يدي أوشكت على البكاء , و كلما تذكرت إني سأدخل بعد دقيقة أو دقيقتين إلى الدكتور إبراهيم أبتلع الفراغ في فمي و أقترب إلى البكاء ممسكةَ بشفتاي . الدكتور إبراهيم لا يتركني طويلًا عند الباب , ربما يخاف أن أهرب !
أتذكر الزيارة الأولى هنا , يصفر وجهي , أفتح علبة الماء و أشربها بدفعة كبيرة , أغمض عيني أريد أن يهدأ رأسي يتحدث ويوترني , تحدثت قليلًا إليه ألتفتت إلي بهلع , طمنتها انا لست مجنونة أنا لا أحب هذه الرائحة .
الأصوات تتداخل الكلمات مندفعة دفعة واحدة إلى رأسي أشعر أنها منحشرة في رقبتي من الخلف متزاحمة من الداخل و ترتفع إلى رأسي ببطء شديد , ثلاث لغات دفعة واحدة و أصوات كثيرة كثيرة جدًا لا استطيع أن أتحمل , أكره السكرابات يؤلمني بطني و أنا أنظر إليها من أسفل الستارة في غرفة الأنتظار تمر كل ثانية و كل دقيقة وكل لحظة إنها لا تتوقف .
تمد لي شريط من البنادول , ابتسم ( عفوًا أنا لا أكل الأقراص ولا المهدئات المؤقتة ) . تترك بيني وبينها ثلاث كراسي فارغة , يبدأ الآن رأسي بالتسجيل أتخيل وأحيانًا أجزم أنني أرى الشريط وهو يدور في رأسي أسمع صوت ضغطة التسجيل الجميع من حولي يسكت, يتوقف عن الحركة . لا صوت سوى صوت محرك الشريط في رأسي و هو يسجل , لا حركة في هذه الأرض سوى بكرات الشريط نحو اليمين ,حتى الستارة التي كان يحركها الهواء قررت أن تقف ! أسند الآن رأسي إلى الجدار و أنام .