في الصبح يؤذن الديك و تستيقظ العصافير , تغني عجوز جارتنا و لا أدري لماذ تعوي هذه القطة طوال الوقت , البيت الذي بجانبنا هادىء و يبدو لي أن صوت المطرقة يأتي من البيت الذي يقابل المسجد , الجامع على بعد أربع بيوت من اليمين , مغلق و  تحط على مأذنته حمامتان , أرى الآن طرف غلاف قصة نصف فيزو  الغلاف الأزرق الآن بالضبط تحت مخدتي , ويقلقني أن كنت أستيقظ من نومي لأقرأ قصص الأطفال  و أعاود النوم ! ... اقرأ المزيد

   لم يبقى له أحد إلا الكلب وخادمه , حتى زوجته هجرته . يمشي في الشارع وحيدًا إلا من الكلب , يجلس وحيدًا إلا من سجائره , يسأل خادمه متى أخر مره أستطاع أن يدفع له ! ورغم أنه لم يدفع له منذ سنة إلا أن الخادم ظل تحت النافذة طوال الليل ينتظره بعدما طرده . لم يعد أحد يلقي عليه التحية ,رهن ملابسه, باع حاجياته وكاد يحترق !. حتى  أن الشرطي قال "أنه مدين للكلب بحياته".  كل هذا حدث أصبح وحيدًا وبائسًا وغير صالح للحياة لأنه رفض أن يتكلم ... اقرأ المزيد

  " الوقت وقتي 60 ثانية في الدقيقة و 60 دقيقة في الساعة الوقت هو كل شيء كل شيء الوقت الوقت الوقت " صرخ الشرطي في المحطة , ركض الكلب ماكسكيليان : اوقفوا ذلك الطفل اعتقلوه ! . لكن أحدًا لم يعتقله لأنه عرف كيف يصعد إلى الأعلى . و يمشي فوق الحديد الدقيق ببطء كي لا يسقط , الحديد الذي يعبر من تحته القطار . ماذا سيحدث لو استطاع أحد الإمساك بهذا الطفل و زجه في الملجأ . طبعًا لن ... اقرأ المزيد

فكرت أن أخفف من الشاي , وجدتني أضع في الإبريق بدل الثلاث أكياس خمسة أكياس . يأكلني الزكام , أترخى من هذا التعب أعطس كثيرًا أتابع مسلسل درامي و لا أمنعني من البكاء , وجهي متورم وشكلي مضحك للغاية . لأني أبكي وأنا أعطس .! أقرأ قصيدة مترجمة أشطب الكلمات ليبقى لي كلمة واحدة أحاصرها وأقف فوقها لأغني : \" نصارع الظلام , ونقهر الشجون , نغني للسلام فيزهر الزيتون .\" أعبىء الشاي في قنينة و أنسى كل قصائد الثورة ولا أتذكر إلا : \"يا أيها الرجال أريد أن أعيش أو أموت كالرجال \" ينجرح صوتي و أشرب الشاي و أعود أبكي . وأشاهد الحلقة الأخيرة . ولا ألعن هذا العالم . أحاصره في زاوية ضيقة برأسي , أضحك عليه و أنا أصارحه بأني امرأةً تافهة تجرب أن تحلم و لا تصدق إن الإنسان لا يطير . وتحاصره ! تحب الشعر , و الفن و لا تريد إلا وقتًا تقرأ بِه الرواية . و لا تصدق إلا ما تقوله الرواية . تتبع الحوارات و دائمًا خلف المشهد تبكي و تصفق وتحكي الحكايات . لا شيء كنت أريد أن أعرف من جرح ابهامي ؟

  الآن سأنتهي من الشهر الثالث , ثلاثة أشهر تمامًا تنقضي في الكتب والافلام وبعض الأصدقاء وقراءة قصص الاطفال والنوم , ليس النوم بل الكثير من النوم والاستحمام .  رزنامة غرفتي متوقفة على صفحة قديمة وتاريخ قديم . تحديدًا تاريخ العيد .  يقع الغبار على جلدة دفتري الأخضر وملابسي معلقة خلف الباب من اسبوعين وقلبي متورط وخائف . وأشرب الشاي كثيرًا وأبحث عن الدفء ليلًا في كأس حليب . لا أفكر أرسم وحسب .  وأرى الأشياء ولا ألمسها .   سقف غرفتي يهبط أحيانًا , يهبط ... اقرأ المزيد

   صوتك الأخير في أُذني , النائم على كتفي ,  المستيقظ دائمًا في جوفي , صوتك الذي يأتيني في منتصف الليل ليقول لي كلامًا لا أتحمله ولا أستوعبه . صوتك الذي ألعنه في جوفي , وأرقص معه في حلمي . صوتك الذي يأتي خاضعًا وجبارًا معًا . صوتك يبكيني ويكتب لي رسالة طويلة نصفها حاشية .   صوتك يفتح في هذا الليل  البارد قلبي , وأسهر , وهذا السهر لا ينتهي من حصاد رأسي , كيف يتجرعني الوقت وأنا أترنح بين فراشي وكتابي وبعض أوراقي البيضاء ... اقرأ المزيد